كلمة المحرر
القرصنة الإسرائيلية ضدّ أسطول الحرية .. انقلب السحر
على الساحر
القَرْصَنَةُ التي قامت بها الدولة
الصهيونيّة يوم الاثنين 31/ مايو 2010م (16/ جمادى الثانية 1431هـ بالتقويم
الهندي) ضدّ أسطول الحريّة الذي انطلقت رحلته نحو قطاع غزة لكسر الحصار عنه، والتي
أدّت إلى وقوع 19 شهيدًا ونحو 30 جريحًا من بين أكثر من 750 متضامنًا أتوا من 40
دولة عربية وإسلاميّة وآسيوية، ظنّتها – الدولة الصهيونية – نصرًا لها، وكسرًا
لمعنويّات هؤلاء المتضامنين مع أهالي غزة الذين يعيشون الحصارَ الشامل ضدّهم
المفروض عليهم من قبل الكيان الصهيوني منذ أكثر من ألف يوم؛ ولكنّها كانت سحرًا
انقلب على الساحر؛ حيث تحوّلت انتصارًا لمنظمي القافلة لم يكونوا يحلمون به؛ لأن
العالم كلّه صار في حالة غضب شديد، إلاّ الزعماء والقادة الذين لايزالون – كالعادة
– يلتزمون الصمتَ، وصار متضامنًا معهم بشكل لم يتصوروه.
أصبح الحصارُ المفروض من قبل الكيان الصهيوني
على قطاع غزة موضعَ اهتمام العالم بشكل لم يكن من ذي قبل، وتكثّفت الدعوات
والنداءات الدوليّة لإنهائه، حتى عادت الصحف الأوربية الكبيرة هي الأخرى تقول:
إنّه قد حان الوقت لطرح خيار العقوبات الاقتصاديّة لمواجهة إسرائيل وإرغامها على
فكّ الحصار على غزة. وقد صَرَّحت "الجارديان" أن إسرائيل في طريقها إلى تدمير ذاتها وتدمير المنطقة
بأكملها، ولن تتوقف حتى تدفع ثمنًا باهظاً .
وتساءل كاتب في صحيفة "الإندبندنت" قائلاً: هل
بعد حرب غزة وحرب لبنان وحتى الهجوم الأخير على أسطول المساعدات إلى غزة من الممكن
أن يقبل العالم مزيدًا من السيادة الإسرائيلية؟
وأودّ أن أقول: لو أن عشر معشار ما فعتله
وتفعله إسرائيل من الإجراءات العدوانية ضدّ الفلسطينيين ومحاولي مساعدتهم، صنعه
الفلسطينيون ضدّ إسرائيل، لنهضت أمريكا وبريطانا لتقيما العالم كلَّه ضدّهم بشكل
لايقعد أبدًا؛ ولكن إدارة "أوباما" لم تصنع شيئًا تجاه القرصنة الإسرائيلية الحاليّة سوى
أن قالت: إنها ستعمل على فهم الملابسات المحيطة بالحادث المأساويّ. ولم تصدر كلمة
إدانة واحدة تجاه "إسرائيل".
إنّ عملية القرصنة التي قامت بها قوات
الاحتلال الصهيوني ضدّ سفن المساعدات الإنسانية لصالح سكّان غزة كانت لها تداعيات
لم تكن بحسبان الصهاينة؛ حيث تصاعدت الأصوات الدولية بضرورة العمل الجادّ الفاعل لرفع
الحصار عن قطاع غزة. وتزايدت المطالبات الدولية والضغوط العالميّة بشأن تشكيل لجنة
تحقيق في مجزرة "أسطول الحرية"؛ ولكن المسؤولين الصهاينة لايزالون يرفضون بشدّة تشكيل
مثل هذه اللجنة .
الصهاينة الآن تورّطوا حقًّا في الفخ الذي
كانوا قد حالوا أن لايقعوا فيه من خلال قيامهم بجرائم القرصنة التي قاموا بها على
مرأى ومسمع من العالم وفي رعاية أمريكية. [التحرير]
(تحريرًا
في الساعة 12 من ضحى يوم السبت 20/ من رجب 1431هـ = 3/ يوليو 2010م)
رمضان – شوال 1431 هـ = أغسطس -
أكتوبر 2010م ، العدد :9-10 ، السنة : 34